هذه السلسلة من الدورات موجهة إلى الطلاب المبتدئين الذين لم يتعلموا العربية من قبل، لكنهم يعرفون حروفها، فتأخذ بأيديهم، وتُيسّر تعلُّمهم، وتزوّدهم بالمفردات والتعبيرات والتراكيب التي تشكّل أساسًا للمراحل التالية من مراحل تعلُّم العربية.

وهي تقدم اللغة العربية بوصفها لغة حية يمكن استعمالها في التواصل، لا لغة ميتة – كاللاتينية – تستعمل فقط في قراءة نصوص مقدسة وكتب قديمة، فهي تتناول موضوعات من الحياة اليومية كالتعريف بالنفس وتقديم الآخرين والدراسة والسكن والعمل والتسوق والسفر وقضاء العطلة ... إلخ، فمثل هذه الموضوعات مهمة في البداية إذ يحدث من خلالها ارتباط مع اللغة، وهذا يشبع حاجات الدارس التواصلية من تعلم اللغة، ومن ثم يشعر بإحراز تقدم في دراسته، وهذا يكون له دوره في حثه على الاستمرار في الدراسة لتحقيق مزيد من التقدم والنجاح.

وفي هذه السلسلة تقدَّم عناصر اللغة – من مفردات وتراكيب – وفق خطة متدرجة وواضحة وملائمة للطلاب المبتدئين الذين لم يسبق لهم تعلم العربية، وهي تهدف إلى تنمية مهارات اللغة المختلفة من استماع وتحدث وقراءة وكتابة.

ولقد راعت هذه السلسلة كون أكثر الراغبين في تعلم العربية من المسلمين الذين يهدفون إلى فهم دينهم، فجاءت فيها كثير من المفردات القرآنية، إضافة إلى وجود عدد من الآيات والأحاديث التي يدرسها الطلاب في ثنايا الدروس.

وهي تحوي أربعة وعشرين درسًا لها نفس البناء والتنظيم، فكلٌّ منها يتكون من العناصر الآتية: الكلمات والتعبيرات، الجمل، القواعد، النصوص، التدريبات. ويتخلل هذه الدروس عدد من الاختبارات، إضافة إلى اختبار نهائي شامل.

أما الكلمات والتعبيرات فقد جاءت في قائمة في بداية كل درس، وكان اختيارها وفق تدرج معين منعًا من حدوث طفرة كبيرة في عددها.

وأما الجمل فكانت وسيلة لتقديم تلك المفردات في سياقات متنوعة ذات معنى. فإن من المهم والضروري ألا تقدَّم الكلمة للدارس منفردةً معزولة عن السياق، بل يجب أن تكون في جمل وسياقات مناسبة توضح معناها، ويكون مطلوبًا من المتعلم دراسة هذه الجمل دراسة عميقة، وأن يرددها كثيرًا إلى أن تصير جزءًا من حصيلته اللغوية.

وأما القواعد فإنها – في الغالب - قد قدمت بصورة ضمنية غير مباشرة، فهذا هو الأنسب للمتعلمين في هذه المرحلة، وكان التركيز على القواعد الوظيفية، وذلك وفق تدرُّج مدروس.

وأما النصوص فقد وُظّفت فيها المفردات المستهدفة، وكانت نصوصًا حوارية وسردية، وروعي عند إعدادها أن تكون قريبة من اللغة الواقعية التي يمكن أن تستعمل في الحياة.

وأما التدريبات فقد جاءت في نهاية كل درس، وكانت متنوعة تتناول المهارات المختلفة.

وبعد أن يفرغ الطالب من هذه السلسلة التمهيدية يَحسن به أن يتجه إلى الغرض الرئيس من تعلّمه للعربية، فيركز عليه. فإذا كان هدفه فهم القرآن والنصوص الدينية فيمكنه حينئذٍ الانتقال إلى سلسلتنا التي عنوانها «قصص الأنبياء»، فهي الخطوة التالية بعد هذه السلسلة.

أسأل الله - سبحانه - أن ينفع بهذه الأعمال، ويجعلها سببًا في تيسير تعلم اللغة العربية وتعليمها، وأن يتقبل منا.

والحمد لله أولاً وآخرًا.